Facebook

"يجب أن تبقى المرأة الفلسطينية قوية"

 التعليم، والتحرر، وآفاق المستقبل: مقابلة مع الدكتورة إيمان السقا، نائبة رئيس جامعة بيت لحم للشؤون الأكاديمية ورئيسة المجلس الاستشاري لمستشفى كاريتاس للأطفال.

أجرت المقابلة: شيرين خميس

كيف أثّر البحث على فهمكِ للتحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية؟

بصفتي عالمة آثار وأنثروبولوجيا، تعلمتُ النظر إلى الأمور من منظور مختلف. مهنيًا وفكريًا، انغمس في ثقافةٍ ما، وأحاول أن أفهم كيف ينظر الناس إلى الأشياء ويعيشون حياتهم. هذا منحني فهمًا أفضل للثقافات، وعلمني تقدير التنوع الثقافي. قضيتُ أيضًا جزءًا كبيرًا من حياتي خارج فلسطين. هناك، كان عليّ مواجهة تحديين لتحقيق النجاح: كوني امرأة، وانتمائي لأقلية عرقية. عدتُ إلى الوطن بأساسٍ تعليميٍّ متين، وإحساسٍ بالهدف، وأولوياتٍ حياتيةٍ واضحة، مما وجّه قراري بردّ الجميل لمجتمعي. هذا يساعدني اليوم على فهم التحديات التي تواجهها المرأة في السياق الاجتماعي والسياسي لفلسطين بشكل أفضل.

كيف يؤثر الوضع الراهن على فرص المرأة؟

يؤثر الوضع السياسي والاحتلال على جميع الفلسطينيين، رجالاً ونساءً وأطفالاً. فهما يُنشئان نظاماً من القمع الممنهج يُعيقنا ويُبطئنا على جميع المستويات، وخاصةً الاقتصادية. لذلك، فإن حل الوضع السياسي يعني أيضاً حلاً لوضعي كامرأة. التحرير عملية شاملة يجب أن نأخذ فيها أيضاً القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بعين الاعتبار. يجب أن نرفع أصواتنا، ونشارك اجتماعياً، وندافع عن حقوقنا كنساء وحقوق جميع الفلسطينيين.

ما تأثير التعليم على دور المرأة؟

التعليم هو السبيل الأساسي للمرأة لتحرير نفسها والنضال من أجل حقوقها. التعليم يُحطم العديد من الحواجز. ومن خلاله، تحصل المرأة أيضاً على الاستقلال الاقتصادي، ويمكنها أن تعيش حياة أسرية كريمة. المرأة المتعلمة هي امرأة قوية تواجه واقع حياتنا، وتقود الجيل القادم إلى مستقبل أفضل. في جامعة بيت لحم، ندعم النساء تحديدًا بتزويدهن بالمعارف والمهارات اللازمة للتعلم والتطور بالتساوي مع الرجال. نسعى جاهدين لخلق بيئة داعمة وآمنة للنساء، وخاصةً النساء الأقل حظًا. لقد درست الشابات هنا في الجامعة لمدة أربع سنوات تقريبًا، وهذه فرصتي لتعزيز قدراتهن كأفراد وشخصيات مؤثرة مدى الحياة.

هل تلاحظون أيضًا هذا التمكين في مستشفى كاريتاس للأطفال؟

ما يميز مستشفى كاريتاس للأطفال هو النسبة العالية من النساء في المناصب القيادية. إنهن يقدن هذه المؤسسة بفعالية عالية على مختلف المستويات. هذا إنجاز رائع للمستشفى. بصفتي امرأة ورئيسة المجلس الاستشاري للمستشفى، أفخر بشكل خاص بهذه البيئة الداعمة. بشكل عام، تُشكل النساء ثقافة المؤسسة بطرق عديدة، وخاصةً من خلال تعاطفهن واستعدادهن للدفاع عن الآخرين. كما يتمتعن بمهارات تواصل وتعاون ممتازة. كل هذا يساعدهن على فهم التحديات التي تواجهها الأمهات والأسر بشكل عام أثناء علاج أطفالهن في مستشفى كاريتاس للأطفال.

ما هي الفرص المستقبلية التي ترينها؟

يجب على المرأة الفلسطينية أن تبقى قوية، وأن تحافظ على قوتها الداخلية وتركيزها رغم كل التحديات. في السنوات العشر القادمة، أرى المزيد من النساء المتعلمات، وبالتالي المستقلات. أتوقع المزيد من النساء في المناصب القيادية اللواتي يُساهمن بفعالية في التغيير وتحرير فلسطين.