Facebook

بفضل مستشفى كاريتاس للأطفال، تستطيع إيلا الآن اكتشاف العالم

تتدحرج إيلا البالغة من العمر ثمانية أشهر ضاحكة على أرضية غرفة قسم العلاج الطبيعي في مستشفى كاريتاس للأطفال. إنها تحاول الوصول إلى الألعاب مؤشّرة إلى أشياء مختلفة في الغرفة بحماس في حين تبتسم أخصائية العلاج الوظيفي الزميلة فيكتوريا زعاترة برضى.

عندما جاءت الأم إلى المستشفى لأول مرة قبل أسابيع قليلة، لم يكن بإمكانها أبداً أن تتخيل ابنتها الصغيرة أن تكون طفلة سعيدة فقد كانت تبكي لساعات طويلة، ولم ترغب في أن يتم لمسها، وبالكاد كانت تحصل على قدر كافٍ من النوم وكانت تخاف من الحركة. بعد العديد من الفحوصات الطبية غير المجدية، جاءت الأم إلى مستشفى كاريتاس للأطفال بناءً على نصيحة طبيب الأسرة.

قامت الزميلة فيكتوريا بتشخيص إيلا باضطراب التكامل الحسي. ويعاني دماغ الأطفال المصابين من صعوبات في تلقي المعلومات الحسية والتجاوب معها بشكل مناسب. يتفاعل بعض الأشخاص المتأثرين - مثل إيلا - بطريقة شديدة الحساسية لإدراكهم الحسي؛ حيث قد يؤدي اللمس أو سماع الأصوات إلى الشعور بالألم والارتباك. "إيلا شعرت بشيء، لكن دماغها لم يفسر لها الإحساس بشكل صحيح"، تشرح أخصائية العلاج الوظيفي. إذا لم يتم تشخيص المرض بشكل صحيح، فغالباً ما يصاب الأطفال بصعوبات في المشي واضطرابات في التعلم. إذا تم اكتشاف الاضطراب مبكراً، فيمكن علاجه بشكل سهل نسبياً.

وبدورها، قامت الأخصائية بتطوير ما يسمى بـ "النظام الحسي" للفتاة إيلا بشكل فردي: وهذا  النظام ليس له علاقة بالطعام، ولكنه يمثل خطة فردية مصممة بعناية للأنشطة البدنية. فإنه يعمل على تزويد الطفل بالجرعة اللازمة من المدخلات الحسية التي يحتاجها للتفاعل مع محيطه بشكل مناسب. نفذت الأم البرنامج مع إيلا في المنزل: لمدة أسبوعين قامت الأم بإعطاء الفتاة تدليكاً إيقاعياً وحمامات دافئة، ووضعت بطانية ثقيلة علىيها لتحفيز شعور الرفاهية المشابه لذلك في رحم الأم بالاضافة الى الاستماع إلى موسيقى هادئة. ساعدت الخطة على تهدئة دماغ إيلا الحساس وتحسين التجاوب مع النبضات.

"بعد أسبوعين، بدا كأن ابنتي ولدت من جديد. إنها الآن تتحرك وتلعب وتضحك وتنام دون أي مشاكل"، قالت والدة إيلا بحماس. وأضافت أخصائية العلاج الوظيفي: "أكبر إنجاز هو أن إيلا تعلمت كيف تهدئ نفسها. يمكنها الآن اكتشاف العالم بلا خوف ".

إعداد: ليندا بيرجاور