Facebook

علاء الجعبري: الإرادة تحقق المستحيل

قصة علاء بعيدة عن المألوف. ولد في عام 2002 كبكر والديه وسرعان ما بدأ يعاني من التهابات صدرية بشكل مستمر. قام والد علاء بإحضار المولود الجديد على الفور إلى مستشفى كاريتاس الأطفال لتلقي الرعاية الطبية حيث يُعرف المستشفى بعلاجه الطبي المتخصص والمميز للرضع والأطفال. بعد خضوعه لاختبار التعرق الذي يقيس كمية الكلوريد الموجودة في العرق، تم تشخيص علاء للأسف بالتليف الكيسي في عمر 4 أشهر فقط. ويعد التليف الكيسي مرض وراثي ينجم عن خلل جيني، مما يجعل جسم علاء ينتج مخاط سميك يؤثر بدوره على الجهاز التنفسي والهضمي.

بجانب التهابات الرئة التي يعاني منها علاء بشكل دوري، فإنه يعاني كذلك من عسر الهضم نتيجة عن نقص في إنزيمات البنكرياس. وبالتالي يعاني من بطئ في زيادة وزنه وسعال يومي مصحوب بمخاط وضيق في التنفس.

في شهر كانون الثاني من عام 2020  خلال دراسته الثانوية العامة (التوجيهي)، تم نقل علاء إلى مستشفى كاريتاس للأطفال بسبب تفاقم المَرض و ازدياد الضيق في التنفس. عند إدخاله، أظهرت صورة الأشعة الصدرية تلفاً كاملاً في رئته اليمنى وتلفاً جزئياً في الرئة اليسرى.

لسوء الحظ، تدهورت حالته بعد ذلك وتم إدخاله إلى وحدة العناية المركزة للحصول على الدعم في التنفس مصحوباً بجرعة من المضادات الحيوية. خلال هذا الوقت، أُبلغ والدا علاء أنه في مرحلة حرجة.

خائفة على حياة طفلها، سُمعت والدة علاء في وحدة العناية المركزة وهي تردد لابنها : "عليك أن تتحسن لكي نحتفل بنجاحك في المدرسة الثانوية". خلال هذه المرحلة الحرجة، كان علاء مصمماً على التحسن من أجل تحقيق أمنية والدته. "الإرادة يمكن أن تحقق المستحيل" أكد علاء أثناء إقامته في وحدة العناية المركزة.

بعد أكثر من شهر، تحسنت صحة علاء تدريجياً وتم نقله إلى أحدى الأقسام الداخلية، حيث شوهد يدرس بإصرار وبعد فترة قصيرة تم إرساله إلى المنزل ليتمكن من الاستعداد لاختباراته النهائية. ومع ذلك، كان لا يزال يعاني من تلف في الرئة وكان لا بد من توصيله بمولد أكسجين يعمل على تزويد علاء بكمية الأكسجين اللازمة لأنه لم يكن قادراً على التنفس بشكل كافٍ بمفرده.

أكدت الدكتورة نسرين رمان، أخصائية الأمراض الصدرية في مستشفى كاريتاس للأطفال، "بفضل الإدارة السليمة لحالة علاء من قبل فريق التليف الكيسي لدينا، فقد تمكنا من منحه المزيد من الوقت مع عائلته".

اجتاز علاء امتحاناته النهائية وتخرج من المدرسة الثانوية بنجاح في تموز من هذا العام. يخطط الآن للحصول على شهادة في المحاسبة من جامعة محلية. وعلاوةً على ذلك، إنه ليس بحاجة إلى دعم بالتنفس خلال فترة النهار، حيث أنه قادر على التنفس باستقلالية. عندما اتصل فريق المستشفى به لتهنئته على نجاحه، قال بفخر "أتذكروا ما قلته في وحدة العناية المركزة؟ لقد أثبتت ذلك للجميع".

إعداد: شادن الشاعر