Facebook

أسباب وعلاج التأتأة عند الأطفال

يحتفل العالم يوم 22 تشرين الأول، باليوم العالمي للتأتأة أو التلعثم ”International Stuttering Awareness Day" بهدف رفع مستوى الوعي العام  لمشكلة التأتأة، حيث يقدر بأن ما يقارب واحد بالمئة من سكان العالم مصابون بالتأتأة.

فما هي التأتأة / التلعثم وما أسبابها وكيف يكون العلاج؟

التأتأة مشكلة في الطلاقة الكلامية، حيث أن الشخص المتحدث يعلم ماذا يريد أن يقول ولكنه يجد صعوبة في قوله.

ويتم تحديد شدة التأتأة من خلال ثلاث أنواع من السلوكيات وهي:

  • السلوكيات الرئيسية: هي السلوكيات المتعلقة بالكلام وتشمل التكرارات، والإطالات، والتعديلات، والإضافات.
  • السلوكيات الثانوية: يمكن أن تكون سلوكيات جسدية مثل الرمش بالعينين، تحريك اليدين / الإجرين / الرأس أو استبدال الكلمات وتجنب بعض المواقف التي يتوقع الشخص أن يتلعثم بها.
  • وأخيراً المشاعر والسلوكيات الناتجة عن التأتأة مثل: الإحباط، والشعور بالخجل، والخوف.

أسباب التأتأة

لا تحدث التأتأة بسبب واحد. فهنالك عوامل كثيرة تسبب التأتأة وتعمل على استمراريتها.

حقيقة معروفة عن التأتأة بأنها تنتقل بالوراثة (جينات). معظم الأشخاص الذين يتلعثمون يكون هنالك أحد من العائلة سواء من طرف الأم أو الأب لديه نفس المشكلة.

ولكن الجينات لا تعمل وحدها على إصابة الشخص بالتلعثم، فالعوامل البيئية والنفسية لها سبب كبير.

تعتبر العوامل البيئية / النفسية محفز لبدء مشكلة التأتأة ومنها: البدء بالكلام عند الأطفال (زيادة طول الجمل وصعوبتها في مرحلة تطور الطفل تزيد من الضغط على الطفل وبالتالي ممكن أن تؤدي الى التأتأة)، ثنائية اللغة عند الطفل خصوصاً في فترة ما قبل المدرسة، أحداث صعبة يمر بها الشخص مثل (طلاق الأهل، موت أحد المقربين، مولود جديد بالعائلة، الانتقال إلى مدرسة / مدينة أخرى، وغيرها).

وهنالك أسباب تعمل على الاستمرار بالتأتأة والتي أهمها ردة فعل الأهل ومن حولهم بمشكلة الطفل.

علاج التأتأة
يلعب عمر الشخص والعمر التي بدأت فيه التأتأة ودرجة التأتأة (خفيف ومتوسط وشديد) دوراً مهماً في علاج التأتأة وتأثيرها.

يمكن أن يكون العلاج

  • شفاء تلقائي/ طبيعي: بعض حالات التأتأة تختفي بدون أي تدخل أو علاج وخصوصاً التأتأة التي تكون بين عمر 2-5 سنوات. يعتمد هذا التعافي على عدة عوامل أهمها عدم وجود حالات تأتأة بالعائلة، وبداية التأتأة بعمر صغير، وردة فعل الأهل وتصرفهم تجاه المشكلة.
  • علاج غير مباشر: وفيه يعمل أخصائي النطق مع الأهل لمساعدة الطفل وذلك من خلال نصائح وتعليمات توجه للأهل بكيفية التعامل مع المشكلة. وأهم هذه الارشادات هي عدم وضع الطفل تحت ضغط للتكلم بشكل أفضل، عدم تنبيهه بشكل جارح على الكلام بشكل أفضل، تكلم الأهل مع الطفل بجمل قصيرة وواضحة، وتوفير بيئية مريحة ومناسبة للطفل للتكلم بشكل أفضل وعدم مقاطعة الطفل أثناء الكلام.
  • التدخل المباشر: في حال عدم الاستفادة من العلاج غير المباشر وتقدم الطفل بالعمر واستمرار المشكلة، يكون هنا دور معالج النطق للتدخل بشكل مباشر من خلال جلسات علاجية تقدم للطفل ويمكن أيضاً أن يتدخل الأخصائي النفسي. وتعتمد درجة العلاج على شدة المشكلة وعمر الطفل ومدى وعي الطفل بالمشكلة.

نصيحة أخيرة

كلما قل إدراك ووعي الطفل للمشكلة زادت احتمالية الشفاء التلقائي أو الاستفادة من العلاج غير المباشر / المباشر. فكلما قل الوعي للمشكلة قل التركيز على الكلام والتوتر وبالتالي احتمالية أكبر للتعافي.

تصحيح كلام الطفل والنقد المستمر "ليش بتحكي هيك، احكي منيح" ستزيد من الوعي وبالتالي ستؤثر على ثقة الطفل بنفسه وخوفه من الكلام وبالتالي استمرارية التلعثم.

اعداد: نانسي زيدان، أخصائية النطق واللغة