عندما ترى ابتسامة قصي اليوم، لن تفكر أبداً أنه كان يكافح من أجل أنفاسه قبل أيام قليلة.
يبلغ قصي من العمر ثلاثة عشر عاماً وهو أحد مرضى مستشفى كاريتاس للأطفال المعتادين حيث أنه يعاني من الربو المزمن منذ ثماني سنوات. اعتادت والدة قصي على نوبات الربو التي يعاني منها والتي تتعامل معها بش كل جيد باستخدام أدويته. إذا تدهورت الأمور، فإنها تحضره إلىمستشفى كاريتاس للأطفال حيث يعتني به فريقنا الطبي في وحدة الرعاية النهارية لبضع ساعات ويعيده إلى المنزل.
في إحدى الأمسيات في شهرأيلول، استخدم قصي عطراً لينعش نفسه. لم يعتقد أبداً أن هذا الرذاذ البريء سيودي به إلى وحدة العناية المركزة حيث سيصل إلى نقطة للمكافحة من أجل حياته.
يبدو أن العطر تسبب في تهيج القصبات الهوائية لديه وصعوبة بالتنفس. ونظراً لأن الأسرة لا تملك سيارة، فقد أعطته والدته الدواء والتبخيرات المعتادة وفكرت في الانتظار حتى الصباح للحضور إلى المستشفى إذا لزم الأمر.
الا أن حالة الصبي استمرت في التدهور، وبعد منتصف الليل أصيب قصي بالتعب أكثر فأكثر مما استدعى والدته الى طلب معونة الجيران لتوصيلها إلى أقرب مركز طبي لمخيم الدهيشة حيث تعيش الأسرة والذي صادف ان يكون المستشفى العام.
في المستشفى الحكومي، جرب الفريق الطبي حلولاً مختلفة مع قصي لكنهم أبلغوا الوالدين أنه بحاجة إلى تدخل متقدم. عليه، قام الفريق الطبي في المستشفى الحكومي بالتواصل مع مستشفى كاريتاس للأطفال لاستقبال قصي في وحدة العناية المركزة للأطفال كونه مركز لإحالة الأطفال معتمد من الحكومة الفلسطينية .
عند وصوله إلى مستشفى كاريتاس للأطفال، كانت مستويات الأكسجين لدي قصي منخفضة للغاية. أعد فريق وحدة العناية المركزة الأهل للأسوأ. بدأ الفريق الطبي في التنفس بالضغط الإيجابي لتحسين إشباعه بالأكسجين. استغرق هذا الإجراء المرهق للفريق أكثر من ساعتين حيث كان جسم الطفل مسترخ للغاية وغير مستجيب بسبب الجرعات العالية من الأدوية التي تحملها. وفور تحسن مستوى الأكسجين لديه، تم توصيل قصي بجهاز التنفس الصناعي وتم توفير التدخل الطبي المناسب.
عن هذه التجربة، يقول أخصائي العناية المركزة العناية المركزة د. جورج جحا: "التدخل السريع من قبل الفريق والتنفيذ الصحيح لبروتوكولات العناية المركزة أنقذت حياة قصي. كان سيموت أو على الأقل سيعاني من إعاقة شديدة بسبب نقص الأكسجين في دمه ".
بعد يومين التقينا بقصي في غرفة العناية المركزة. بدا الطفل طبيعياً جداً وكان يستعد للعودة إلى عائلته ومدرسته حيث أنه اليوم ليس على قيد الحياة فحسب، بل إنه يتمتع أيضاً بصحة جيدة بفضل فريق وحدة العناية المركزة الخبير وتوافر معدات إنقاذ الحياة في مستشفى كاريتاس للأطفال.
إعداد: شيرين خميس