Facebook

مستشفى كاريتاس للأطفال صامد من أجل الأطفال الفلسطينيين في الأوقات الصعبة

تبدو الغرفة ذات الأربعة أسرة في جناح الأطفال "ب" فارغة حتى تنظر إلى الزاوية اليمنى أسفل النافذة الكبيرة. ترقد رَيْمَاسُ ذات الاثنتي عشر عَاماً هُنَاكَ فِي سَرِيرِهَا حزينة وَبجوارها سيدة مسنة تحاول أن تخفف عنها. "لا يمكن لأمها أن تأتي لرؤيتها اليوم أيضاً" تقول الجدة.

وكانت الطفلة قد اشتكت سابقاً من الحمى العالية والألم في الرأس والرقبة والظهر. أظهرت فحوصات الدم نتائج غير مرضية وأوصى الطبيب في عيادة مخيم العروب للاجئين، حيث تعيش الفتاة، بإدخالها إلى المستشفى. "أصررت على إرسالها إلى مستشفى كاريتاس للأطفال بالرغم من أن مستشفيات الخليل أقرب وأكثر ملاءمة في الظروف الراهنة. أردت أن تحظى برعاية متخصصة في طب الاطفال" تقول ليلى والدة ريماس.

في الأوقات العادية، يستغرق المشوار حوالي عشرون دقيقة من العروب إلى بيت لحم. غير أن الجيش الإسرائيلي يحاصر حالياً جميع القرى والمدن ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية. أجبرت هذه القيود والد وخال ريماس على استخدام الطرق البديلة والطويلة لايصال الطفلة الى المستشفى. ولم تتمكن أم ريماس من الذهاب معهم خوفاً من عدم القدرة على العودة إلى البيت لبقية أطفالها في حال كانت طريق العودة مقفلة. ولذلك، بقيت الجدة التي تعيش في مدينة بيت لحم مع ريماس في المستشفى خلال فترة علاجها.

في مستشفى كاريتاس للأطفال، تم تشخيص ريماس بالتهاب السحايا وعزلها على الفور. وينتج هذا المرض من عدوى بكتيرية أو فيروسية تؤدي إلى التهاب (تورم) للأغشية الواقية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي. وللتحقق مما إذا كان مرضها سببه بكتيرياً أو فيروسياً، قام فريقنا الطبي بإجراء بزل قطني وهو اختبار يهدف للحصول عينِّةٍ من السَّائِل الشوكي لريماس.

حتى ظهور النتيجة، أعطى فريقنا الطبي الطفلة علاجاً مضاداً للميكروبات موجه ضد سبب متوقع ومحتمل للأمراض المعدية.
 

"التهاب السحايا الفيروسي هو النوع الأكثر شيوعاً والأقل خطورة بينما التهاب السحايا البكتيري نادر ولكنه قد يكون خطيراً جداً إذا لم يتم علاجه" علق الدكتور رأفت علاوي على حالة ريماس وأهمية التدخل في الوقت المناسب من خلال العلاج الاحترازي.

منذ يومها الثاني في مستشفى الأطفال، بدأت صحة ريماس بالتحسن. ولحسن الحظ، دعمت نتيجة فحص السائل الشوكي العدوى الفيروسية وتمكنت من الخروج من المستشفى في اليوم الرابع من العلاج.

وفي يوم خروجها، عادت الابتسامة إلى وجه ريماس ليس فقط بسبب مغادرة المستشفى بل لأن والدتها "ليلى" تمكنت من الحضور لإعادتها إلى المنزل.