Facebook

الحمية الكيتونية تساعد ليندا على مواجهة مرضها

ولدت ليندا كطفلة سليمة في عام 2010 مدينة الخليل. وحظت ليندا بطفولة طبيعية، حيث بدأت المشي والتحدث واللعب مع أشقاءها حتى بلغت سن الثالثة حين بدأت تعاني من النوبات العصبية.

تم معاينة ليندا من قبل أخصائيين أعصاب مختلفين في الخليل، والذين أكدوا أنها تعاني بالفعل من اضطرابات كهربائية في الدماغ، التي تسبب بدورها هذه النوبات. ونتيجة لذلك، وصف لها الأطباء العديد من الأدوية المضادة للصرع التي لم توقف النوبات المتعددة اليومية. خلال العامين التاليين، فقدت ليندا قدرتها على التواصل مع العائلة التي رأت فيها فتاة صغيرة غير سعيدة ونائمة وغير مستجيبة. بالإضافة إلى ذلك، لاحظت العائلة أن الطفلة لم تعد تتطور بالشكل الطبيعي وفقدت المهارات التي اكتسبتها سابقاً، بما في ذلك المشي والحديث. حينها أخبر الأطباء والدي ليندا أنها لن تعيش لفترة طويلة.

في شهر آب من عام 2020، أحضرت عائلة ليندا الطفلة إلى مستشفى كاريتاس للأطفال بحسب توصية الكثير من الأقارب كونه رائد في مجال طب أعصاب الأطفال. وبعد معاينة أخصائي أعصاب الأطفال الدكتور مطيع الأشهب، تم إجراء اختبار التخطيط الكهربائي للدماغ  للطفلة، والذي يحدد المشاكل وثيقة الصلة بالنشاط الكهربائي في دماغ الطفل. أظهر هذا الفحص نمطاً نموذجياً لمتلازمة لينوكس غاستو، وهي نوعاً نادراً من الصرع، حيث يعاني الأطفال المصابون بها من نوبات مرضية في الغالب ويصبحون تدريجياً غير مستجيبين للأدوية المضادة للصرع. 

تماشياً مع النهج متعدد التخصصات في العلاج المعتمد في مستشفى كاريتاس للأطفال، التقت ليندا أيضاً بأخصائية التغذية، ماريان بيترو، والتي أوصت بالحمية الكيتونية - وهو نظام غذائي علاجي يشتمل على نسبة عالية من الدهون، نسبة معتدلة البروتين و قليلة بالكربوهيدرات - كشكل من أشكال العلاج. وكان الهدف من هذه الحمية تحفيز الدماغ على استخدام الكيتونات بدل من السكر كمصدر طاقة وبالتالي تقليل الشحنات الزائدة في الدماغ. ويجدر بالذكر أن مستشفى كاريتاس للأطفال أحد خمسة مستشفيات الخمسة في الشرق الأوسط التي توفر الغذاء الكيتوني كعلاج للمرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية وأيضية.

بناء عليه، تم إدخال ليندا إلى إحد أقسام الأطفال ليتمكن اخصائي أعصاب الأطفال الدائم د. نادر حنضل والفريق الطبي من مراقبتها ومعرفة مدى استجابة جسدها لهذا النظام الغذائي على مدار الساعة. ونظراً لقواعده الصارمة، كان من الصعب على ليندا التكيف مع النظام الكيتوني في البداية إلا أن جسم الطفلة أصبح يتقبله تدريجياً. وبعد مرور 16 يوماً من مبيتها في المستشفى، عادت ليندا إلى المنزل وكان لديها برنامج معين يجب اتباعه من ناحية الأكل والنشاط الجسدي. 



سرعان ما لاحظت عائلة ليندا تغيراً ملحوظاً: فقد كانت تعاني من نوبات أقل وكانت أكثر اعتدالًا ونشاطاً بسبب تناولها كمية أقل من الأدوية المضادة للصرع. بعد 7 أشهر من العلاج وحتى يومنا هذا، لم تعاني ليندا من نوبة واحدة وأظهرت سلوكاً أفضل بشكل عام.
بفضل التزام ودعم أشقائها وعائلتها الذين يدركون جيداً حالتها، أصبحت ليندا الآن أكثر وعياً بجسدها، وأصبحت أكثر تفاعلاً مع أشقائها وتتأقلم جيداً مع النظام الغذائي الذي أنقذ حياتها.

تأتي ليندا إلى مستشفى كاريتاس للأطفال للمتابعة مع أخصائي طب أعصاب الأطفال وأخصائية التغذية بشكل شهري لمراقبة تقدمها.كما تتواصل الأخصائية بيترو مع الأم بشكل منتظم أيضاً للاطمئنان على ليندا و مراقبة اية تطورات على وضعها الصحي.

إعداد: شادن الشاعر